انتقل إلى المحتوى

عبد الملك المظفر بالله: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استبدال وسائط مستغى عنها في الاستشهاد
 
(31 مراجعة متوسطة بواسطة 14 مستخدماً غير معروضة)
سطر 1: سطر 1:
{{عن|'''الحاجب المظفر عبد الملك بن محمد بن أبي عامر'''|'''عبد الملك بن عبد العزيز المظفر حاكم بلنسية'''|عبد الملك بن عبد العزيز المظفر}}
{{تعظيم|تاريخ=أكتوبر 2010}}
{{معلومات شخصية عسكرية
| الاسم = الحاجب المظفر بالله<br/>عبد الملك بن محمد بن أبي عامر
| صورة =
| حجم الصورة =
| تعليق =
| آخر_رتبة = حاجب [[الدولة الأموية في الأندلس|الخلافة في قرطبة]]
| الاسم_الكامل = أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري
| الانتماء = [[الدولة الأموية في الأندلس]]
| خدم في =
| لقب =
| تاريخ_الميلاد = [[364 هـ]]
| مكان_الميلاد = [[الجزيرة الخضراء (إسبانيا)|الجزيرة الخضراء]]
| تاريخ_الوفاة = [[399 هـ]] (35 سنة).
| مكان_الوفاة = [[قرطبة]]
| مكان_الدفن =
| تاريخ_البداية =
| تاريخ_النهاية =
| معارك =
| أهم_قيادات =
}}
'''الحاجب المظفر بالله سيف الدولة أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أبي عامر [[المعافر]]ي''' (364 هـ - 399 هـ) [[حاجب (لقب)|حاجب]] الخليفة [[هشام المؤيد بالله]]، والحاكم الفعلي [[الدولة الأموية في الأندلس|للخلافة الأموية في الأندلس]] في عهد الخليفة [[هشام المؤيد بالله]] خلفًا لأبيه [[المنصور بن أبي عامر|الحاجب المنصور]].


== نشأته ==
'''عبد الملك بن محمد العامرى''' (الحاجب المظفر) 392-399هجرية
ولد عبد الملك عام 364 هـ [[المنصور بن أبي عامر|لمحمد بن أبي عامر]] من زوجته الذلفاء.<ref name="عنان608">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=562}}</ref> استطاع والده في خلال سنوات معدودة أن يصل إلى أعلى المناصب في [[الدولة الأموية في الأندلس]] كما تمكن من إقصاء كل منافسيه على السلطة، وبات الحاكم الفعلي والوحيد للدولة بعد أن حجر على الخليفة الطفل [[هشام المؤيد بالله]]، مؤسسًا لحكم سلالته من العامريين. وتمهيدًا لضمان استمرارية ما وصل إليه الحاجب المنصور، تنازل المنصور عام 381 هـ لابنه عبد الملك عن مناصبه، وهو فتى لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=553}}</ref>


وفي عام 386 هـ، انقلب [[زيري بن عطية]] المغراوي الزعيم [[أمازيغ|البربري]] القوي في [[المغرب]] على حليفه [[المنصور بن أبي عامر|الحاجب المنصور]]، واستطاع هزيمة جيش أرسله المنصور بقيادة الفتى واضح العامري، مما أقلق المنصور وجعله يتحرك بنفسه إلى [[الجزيرة الخضراء (إسبانيا)|الجزيرة الخضراء]] لقيادة الحرب، وأنفذ ابنه عبد الملك بجيش للمغرب مددًا لواضح العامري، واستطاع جيش عبد الملك أن ينتصر على جيش زيري<ref name="عذاري">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|ابن عذاري| Ref =البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب - الجزء الثاني|1980|p=281-282}}</ref> بعد خيانة تعرض لها زيري أدت لإصابته في معركته مع جيش عبد الملك.<ref name="نعنعي2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|نعنعي|1986|p=461-462}}</ref> وفي عام 390 هـ، شارك عبد الملك في [[معركة صخرة جربيرة]] التي انتصر فيها جيش المنصور على تحالف من [[باسكيون|البشكنس]] والقشتاليين و[[مملكة ليون|الليونيين]] بقيادة [[سانشو غارسيا كونت قشتالة]]، وكان عبد الملك يومها قائدًا لقلب الجيش.<ref name="عنان608" /> كما صحب أباه في غزوته الأخيرة التي مرض وهو في طريق عودته منها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=566}}</ref>
تولى بعد وفاة أبيه [[محمد بن أبي عامر]] الحجابة ولقب بالمظفر سيف الدوله يوم الإثنين لثلاث خلون من شهر رمضان سنة 392هـ وخاطب أقطار الأندلس والمغرب بوفاة أبيه وتوليه للأمر فلم يخالفه أحد واستوسق له الأمر وواصل سياسة أبيه الجهادية وقام بعدة غزوات تأديبية للممالك النصرانية أرغم فيها ملوك النصارى على تجديد الولاء له كما أقر بالخلافة للأمويين كما كان أبوه المنصور يفعل وجدد الألقاب واقتفى الرسوم.
وحكم سبع سنوات فقط فكانت أيامه كلها رخاء وانصب منه الإقبال والتأييد على دولته انصبابا ماعهد مثله في دولة من الدول وسكن إليه الناس لما عرفوا من عفافه ونزاهته وحسن سريرته وكان مثلا في الحياء والشجاعه إذ كان عند الحياء والحشمه أشد حياءا من البكر وفي مواقف الكريهة أسدا ورودا ,لا يقوم له شيء إلا حطمه، وكان متواضعا على رفعة حاله، يبكي على ذنبه ويحب الصالحين ويستهدي أدعيتهم وكان كثير الصدقة في سره وجهره وكان من حياءه أنه إذا سأله سائل لا يرفع طرفه إليه من الأرض حياءا منه وكان أعف خلق الله إزارا وأسترهم لعورتهم وأبعدهم عن ما يتدنس به الملوك من وهنة وعهر خلوه.
وله في الروم وجهادهم آثار كريمه فقد غزاهم سبع غزوات منها إلى برشلونه، وبنبلونه, وغليسيه ,ومنه غزوة الخريقة ,ومنها غزوة قلونيه وهي التي مات قافلا منها.
وفي عهده تناهى ملك بني عامر واحتكمت إليه ممالك النصارى فيما شجر بينهم.
وكان قد أعتل في منصرفه من صائفته إلى قلونيه ووصل إلى قرطبه عقب علته تلك ثم أنه عاد إلى قلونيه عازما على مفاجأة العدو بالشاتيه فزاد به وهو في الطريق مرض الذبحه
وأرادوا أن يعود إلى قرطبه محمولا على محفه فمات في الطريق قبالة دير أرملاط من أحواز قرطبه وكانت وفاته يوم الجمعه لإتثنتي عشرة ليلة بقين من صفر سنة 399هـ.
تولى بعده أخيه عبد الرحمن بن محمد بن ابي عامر الملقب ب(شنجول)وانتهت بتوليته دولة بني عامر في الأندلس ومعها دولة بني أمية بالأندلس.


== عهده ==
{{بذرة أعلام}}
بعد وفاة الحاجب المنصور في 27 رمضان 392 هـ، استصدر عبد الملك من الخليفة المؤيد بالله مرسومًا بتوليه الحجابة، وواصل عبد الملك سياسة أبيه في حجره على الخليفة، والتخلص من معارضيه.<ref name="عنان608"/> سعى عبد الملك في بداية عهده لاسترضاء الشعب، فأسقط سدس الجباية عن سائر الناس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=609}}</ref> كما واصل سياسة أبيه في تقريب [[صقالبة (الأندلس)|الصقالبة]] و[[أمازيغ|البربر]] وإقصاء العرب عن مناصب الدولة وقيادة الجيش. وقد شهد عهده تحسنًا في الحالة الاقتصادية للأندلس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=620}}</ref>

في عام 396 هـ، وهو في طريق عودته من غزوته على بنبلونة، وافاه سفير من قبل [[الإمبراطورية البيزنطية|القيصر البيزنطي]] [[باسيل الثاني|بسيل الثاني]] يدعو عبد الملك لاستئناف علاقات المودة والصداقة بين البيزنطيين والأمويين، مصحوبة بهدية وعدد من الأسرى المسلمين المأسورين في الأراضي البيزنطية.<ref name="عنان613">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=613}}</ref>

== حملاته ==
كما واصل عبد الملك سياسة أبيه في غزواته المتوالية على الممالك المسيحية في الشمال، والتي بدأها بحملة على [[الثغر الإسباني]] في شعبان 393 هـ، توجّه بها نحو [[طليطلة]] ف[[مدينة سالم]]، حيث انضم إليه الفتى واضح العامري والي [[الثغر الأوسط]]، وقوة مسيحية أرسلها حليفه [[سانشو غارسيا كونت قشتالة]]، ثم تحرك نحو [[الثغر الأعلى]] حيث ظل في [[سرقسطة]] لأيام، ثم توجه إلى الثغر الإسباني وأرسل قوة بقيادة واضح فافتتحت حصن {{وإو|تر=Castell de Meià|عر=حصن مدنيش|لغ=ca}}، وحاصر هو {{وإو|تر=Castell de Montmagastre|عر=حصن ممقصرة|لغ=ca}} وافتتحه، ثم عاث جيشه في [[كونتية برشلونة]] وعاد إلى [[قرطبة]] في 5 [[ذو القعدة|ذي القعدة]] 393 هـ بالغنائم والسبي.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=610}}</ref> وفي العام التالي، خالف سانشو غارسيا كونت قشتالة العهد الذي كان بينه وبين الحاجب المنصور، فكانت وجهة عبد الملك الثانية إلى أراضي قشتالة التي اجتاحها دون مقاومة من سانشو، الذي أسرع بعد عودة عبد الملك إلى قرطبة بنفسه يطلب تجديد الصلح.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=611}}</ref>

أتبع عبد الملك حملته تلك بحملة في العام التالي 395 هـ على أراضي مملكة ليون، لم يلق فيها مقاومة تذكر، وعاد منها بغنائمه إلى قرطبة. وفي أواخر عام 396 هـ، خرج متوجهًا إلى سرقسطة منها إلى [[وشقة]] ف[[بربشتر]] متوجهًا لغزو [[بنبلونة]] عاصمة [[مملكة نبرة|مملكة نافارا]] إلا أنه لم يكمل غزوته بعد أن صادفته ظروف جوية سيئة حالت بينه وبين استكمال غزوته.<ref name="عنان612">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=612}}</ref>

وفي عام 397 هـ، نما إلى علمه تجمع تحالف من قوات سانشو غارسيا كونت قشتالة و[[ألفونسو الخامس ملك ليون]] و[[سانشو الثالث ملك نافارا]]، فبادر بالخروج إليهم واخترق أراضي قشتالة، والقى الجيشان قرب [[قلونية]]، وانتهت المعركة بانتصار كبير لجيش عبد الملك على إثره طلب عبد الملك من الخليفة منحه لقب «المظفر بالله»، فتم له ذلك وأصبح يخاطب رسميًا بلقب «الحاجب المظفر سيف الدولة أبي مروان عبد الملك بن المنصور»، كما طلب من الخليفة أن يولي ابنه الطفل محمد الوزارة ويكنّيه بكنية جده «أبي عامر»، ومنحه لقب «ذي الوزارتين».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=613-615}}</ref> وفي صفر 398 هـ، خرج في حملة أخرى لتأديب سانشو غارسيا هاجم فيها حصن شنت مرتين وهدمه وقتل الجنود وأسر من فيه من النساء والأطفال، وعاد بهم إلى قرطبة. ثم خرج في شوال 398 هـ، في حملته الأخيرة إلا أنه أصابه مرض مفاجيء في [[مدينة سالم]]، فعاد أدراجه إلى قرطبة، وما لبث أن توفي في 17 صفر 399 هـ وخلفه أخوه عبد الرحمن، وسط تكهنات بأنه مات مسمومًا بتحريض من أخيه غير الشقيق [[عبد الرحمن شنجول]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|عنان| Ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|1997|p=615-616}}</ref>

== المراجع ==
{{مراجع|2}}

== المصادر ==
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول|الأول=محمد عبد الله|الأخير=عنان|ناشر=مكتبة الخانجي، القاهرة|سنة=1997|ردمك=977-505-082-4|مؤلف-وصلة=محمد عبد الله عنان| ref =دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب|الأول=أبو العباس أحمد بن محمد|الأخير=ابن عذاري|ناشر=دار الثقافة، بيروت|سنة=1980|مؤلف-وصلة=ابن عذاري| ref =البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب-الجزء الثاني}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=تاريخ الدولة الأموية في الأندلس – التاريخ السياسي|الأول=عبد المجيد|الأخير=نعنعي|ناشر=دار النهضة العربية، بيروت|سنة=1986| ref =تاريخ الدولة الأموية في الأندلس – التاريخ السياسي}}

{{بداية صندوق}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[المنصور بن أبي عامر|محمد بن أبي عامر]]}}
{{تعاقب-لقب|العنوان= حاجب [[الدولة الأموية في الأندلس|الخلافة في الأندلس]]|الأعوام=392 هـ/1002 م-399 هـ/1008 م}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[عبد الرحمن شنجول]]}}
{{نهاية صندوق}}
{{المنصور بن أبي عامر}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الأندلس|السياسة|أعلام|إسبانيا|البرتغال}}
{{لا للتصنيف المعادل}}


[[تصنيف:حكام أندلسيون]]
[[تصنيف:عامريون]]
[[تصنيف:عامريون]]
[[تصنيف:مواليد 364 هـ]]
[[تصنيف:وزراء أندلسيون]]
[[تصنيف:وفيات 1008]]
[[تصنيف:وفيات 399 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 399 هـ]]
[[تصنيف:وفيات في قرطبة]]

النسخة الحالية 14:17، 11 سبتمبر 2023

الحاجب المظفر بالله
عبد الملك بن محمد بن أبي عامر
معلومات شخصية
اسم الولادة أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري
الميلاد 364 هـ
الجزيرة الخضراء
الوفاة 399 هـ (35 سنة).
قرطبة
الإقامة الزاهرة  تعديل قيمة خاصية (P551) في ويكي بيانات
مواطنة الدولة الأموية في الأندلس  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الأب المنصور بن أبي عامر وشيخه عبد العزيز أبو بكر  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
مناصب
حاجب   تعديل قيمة خاصية (P39) في ويكي بيانات
في المنصب
1002  – 1008 
الحياة العملية
المهنة سياسي،  وعسكري  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
الخدمة العسكرية
الولاء الدولة الأموية في الأندلس
الرتبة حاجب الخلافة في قرطبة

الحاجب المظفر بالله سيف الدولة أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أبي عامر المعافري (364 هـ - 399 هـ) حاجب الخليفة هشام المؤيد بالله، والحاكم الفعلي للخلافة الأموية في الأندلس في عهد الخليفة هشام المؤيد بالله خلفًا لأبيه الحاجب المنصور.

نشأته

[عدل]

ولد عبد الملك عام 364 هـ لمحمد بن أبي عامر من زوجته الذلفاء.[1] استطاع والده في خلال سنوات معدودة أن يصل إلى أعلى المناصب في الدولة الأموية في الأندلس كما تمكن من إقصاء كل منافسيه على السلطة، وبات الحاكم الفعلي والوحيد للدولة بعد أن حجر على الخليفة الطفل هشام المؤيد بالله، مؤسسًا لحكم سلالته من العامريين. وتمهيدًا لضمان استمرارية ما وصل إليه الحاجب المنصور، تنازل المنصور عام 381 هـ لابنه عبد الملك عن مناصبه، وهو فتى لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره.[2]

وفي عام 386 هـ، انقلب زيري بن عطية المغراوي الزعيم البربري القوي في المغرب على حليفه الحاجب المنصور، واستطاع هزيمة جيش أرسله المنصور بقيادة الفتى واضح العامري، مما أقلق المنصور وجعله يتحرك بنفسه إلى الجزيرة الخضراء لقيادة الحرب، وأنفذ ابنه عبد الملك بجيش للمغرب مددًا لواضح العامري، واستطاع جيش عبد الملك أن ينتصر على جيش زيري[3] بعد خيانة تعرض لها زيري أدت لإصابته في معركته مع جيش عبد الملك.[4] وفي عام 390 هـ، شارك عبد الملك في معركة صخرة جربيرة التي انتصر فيها جيش المنصور على تحالف من البشكنس والقشتاليين والليونيين بقيادة سانشو غارسيا كونت قشتالة، وكان عبد الملك يومها قائدًا لقلب الجيش.[1] كما صحب أباه في غزوته الأخيرة التي مرض وهو في طريق عودته منها.[5]

عهده

[عدل]

بعد وفاة الحاجب المنصور في 27 رمضان 392 هـ، استصدر عبد الملك من الخليفة المؤيد بالله مرسومًا بتوليه الحجابة، وواصل عبد الملك سياسة أبيه في حجره على الخليفة، والتخلص من معارضيه.[1] سعى عبد الملك في بداية عهده لاسترضاء الشعب، فأسقط سدس الجباية عن سائر الناس.[6] كما واصل سياسة أبيه في تقريب الصقالبة والبربر وإقصاء العرب عن مناصب الدولة وقيادة الجيش. وقد شهد عهده تحسنًا في الحالة الاقتصادية للأندلس.[7]

في عام 396 هـ، وهو في طريق عودته من غزوته على بنبلونة، وافاه سفير من قبل القيصر البيزنطي بسيل الثاني يدعو عبد الملك لاستئناف علاقات المودة والصداقة بين البيزنطيين والأمويين، مصحوبة بهدية وعدد من الأسرى المسلمين المأسورين في الأراضي البيزنطية.[8]

حملاته

[عدل]

كما واصل عبد الملك سياسة أبيه في غزواته المتوالية على الممالك المسيحية في الشمال، والتي بدأها بحملة على الثغر الإسباني في شعبان 393 هـ، توجّه بها نحو طليطلة فمدينة سالم، حيث انضم إليه الفتى واضح العامري والي الثغر الأوسط، وقوة مسيحية أرسلها حليفه سانشو غارسيا كونت قشتالة، ثم تحرك نحو الثغر الأعلى حيث ظل في سرقسطة لأيام، ثم توجه إلى الثغر الإسباني وأرسل قوة بقيادة واضح فافتتحت حصن حصن مدنيش [الكتالانية]، وحاصر هو حصن ممقصرة [الكتالانية] وافتتحه، ثم عاث جيشه في كونتية برشلونة وعاد إلى قرطبة في 5 ذي القعدة 393 هـ بالغنائم والسبي.[9] وفي العام التالي، خالف سانشو غارسيا كونت قشتالة العهد الذي كان بينه وبين الحاجب المنصور، فكانت وجهة عبد الملك الثانية إلى أراضي قشتالة التي اجتاحها دون مقاومة من سانشو، الذي أسرع بعد عودة عبد الملك إلى قرطبة بنفسه يطلب تجديد الصلح.[10]

أتبع عبد الملك حملته تلك بحملة في العام التالي 395 هـ على أراضي مملكة ليون، لم يلق فيها مقاومة تذكر، وعاد منها بغنائمه إلى قرطبة. وفي أواخر عام 396 هـ، خرج متوجهًا إلى سرقسطة منها إلى وشقة فبربشتر متوجهًا لغزو بنبلونة عاصمة مملكة نافارا إلا أنه لم يكمل غزوته بعد أن صادفته ظروف جوية سيئة حالت بينه وبين استكمال غزوته.[11]

وفي عام 397 هـ، نما إلى علمه تجمع تحالف من قوات سانشو غارسيا كونت قشتالة وألفونسو الخامس ملك ليون وسانشو الثالث ملك نافارا، فبادر بالخروج إليهم واخترق أراضي قشتالة، والقى الجيشان قرب قلونية، وانتهت المعركة بانتصار كبير لجيش عبد الملك على إثره طلب عبد الملك من الخليفة منحه لقب «المظفر بالله»، فتم له ذلك وأصبح يخاطب رسميًا بلقب «الحاجب المظفر سيف الدولة أبي مروان عبد الملك بن المنصور»، كما طلب من الخليفة أن يولي ابنه الطفل محمد الوزارة ويكنّيه بكنية جده «أبي عامر»، ومنحه لقب «ذي الوزارتين».[12] وفي صفر 398 هـ، خرج في حملة أخرى لتأديب سانشو غارسيا هاجم فيها حصن شنت مرتين وهدمه وقتل الجنود وأسر من فيه من النساء والأطفال، وعاد بهم إلى قرطبة. ثم خرج في شوال 398 هـ، في حملته الأخيرة إلا أنه أصابه مرض مفاجيء في مدينة سالم، فعاد أدراجه إلى قرطبة، وما لبث أن توفي في 17 صفر 399 هـ وخلفه أخوه عبد الرحمن، وسط تكهنات بأنه مات مسمومًا بتحريض من أخيه غير الشقيق عبد الرحمن شنجول.[13]

المراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب ج عنان 1997، صفحة 562
  2. ^ عنان 1997، صفحة 553
  3. ^ ابن عذاري 1980، صفحة 281-282
  4. ^ نعنعي 1986، صفحة 461-462
  5. ^ عنان 1997، صفحة 566
  6. ^ عنان 1997، صفحة 609
  7. ^ عنان 1997، صفحة 620
  8. ^ عنان 1997، صفحة 613
  9. ^ عنان 1997، صفحة 610
  10. ^ عنان 1997، صفحة 611
  11. ^ عنان 1997، صفحة 612
  12. ^ عنان 1997، صفحة 613-615
  13. ^ عنان 1997، صفحة 615-616

المصادر

[عدل]
  • عنان، محمد عبد الله (1997). دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول. مكتبة الخانجي، القاهرة. ISBN:977-505-082-4. {{استشهاد بكتاب}}: تأكد من صحة |isbn= القيمة: checksum (مساعدة)
  • ابن عذاري، أبو العباس أحمد بن محمد (1980). البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب. دار الثقافة، بيروت.
  • نعنعي، عبد المجيد (1986). تاريخ الدولة الأموية في الأندلس – التاريخ السياسي. دار النهضة العربية، بيروت.
سبقه
محمد بن أبي عامر
حاجب الخلافة في الأندلس

392 هـ/1002 م-399 هـ/1008 م

تبعه
عبد الرحمن شنجول