انتقل إلى المحتوى

تذكرة الحفاظ/الطبقة التاسعة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



الطبقة التاسعة

وعدتهم مائة وستة أنفس

549- 1/9خ 4

الذهلي

الإمام شيخ الإسلام حافظ نيسابور أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس النيسابوري مولى بني ذهل.

ولد بعد السبعين ومائة وسمع الحفصين وترك الرواية عنهما وسمع عبد الرحمن بن مهدي وأسباط بن محمد وأبا داود الطيالسي وعبد الرزاق وخلائق بالحرمين والشام ومصر والعراق والرى وخراسان واليمن والجزيرة وبرع في هذا الشأن. حدث عنه الجماعة سوى مسلم وسعيد بن أبي مريم والنفيلى وهما من شيوخه وأبو زرعة وابن خزيمة والسراج وأبو حامد بن الشرقى وأبو حامد بن بلال وأبو علي الميداني ومحمد بن الحسين القطان وخلق كثير وانتهت اليه مشيخة العلم بخراسان مع الثقة والصيانة والدين ومتابعة السنن قال محمد بن سهل بن عسكر كنا عند أحمد بن حنبل فدخل محمد بن يحيى الذهلي فقام اليه أحمد وتعجب الناس منه وقال لأولاده وأصحابه: اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا عنه قال محمد بن داود المصيصي كنا عند أحمد بن حنبل فذكر الذهلي حديثا فيه ضعف فقال أحمد: لا يذكر "مثلك" مثل هذا فخجل محمد، فقال أحمد: إنما قلت هذا إجلالا لك يا أبا عبد الله. وعن أحمد قال: ما رأيت أحدا أعلم بحديث الزهري من محمد بن يحيى.

قلت: قد كان الذهلي اعتنى بحديث الزهري وصنفه وتعب عليه وروى ابن زياد النيسابوري عن محمد بن يحيى قال: قال لي علي بن المديني: أنت وارث الزهري وقال أبو حاتم: هو إمام أهل زمانه. وقال أبو بكر بن زياد: كان أمير المؤمنين في الحديث قال الحسين بن الحسن: سمعت محمد بن يحيى يقول: ارتحلت ثلاث رحلات، وأنفقت على العلم مائة وخمسين ألفا وأتيت البصرة فاستقبلنى جنازة يحيى القطان على باب البلد. وقال بن خزيمة نا محمد بن يحيى إمام عصره وعن الدارقطني قال من أحب أن ينظر قصور علمه فلينظر في علل حديث الزهري لمحمد بن يحيى قال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: رأيت محمد بن يحيى في المنام فقلت ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: فما فعل بحديثك؟ قال كتب بماء الذهب ورفع في عليين. مات الذهلي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين وهو في عشر التسعين رحمه الله تعالى، والجزء المروي في حديثه من أعلى ما يكون عند سبط السلفي.

وفيها مات أحمد بن بديل اليامي الكوفي قاضى همذان. والمحدث أحمد بن سنان القطان. والمحدث أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي النيسابوري والمحدث حميد بن الربيع الخزاز الكوفي وشيخ الصوفية يحيى بن معاذ الرازي الواعظ رحمة الله عليهم أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العابر وجماعة قالوا أنا عبد الرحمن السبط أنا أبو طاهر السلفي أنا مكي بن علان أنا أبو بكر الحيري أنا أبو علي المعقلي نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله بن المثنى أخبرني أشعث عن محمد بن سيرين عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين "أن رسول الله صلى بهم فسها في صلاته فسجد سجدتي السهو ثم تشهد ثم سلم". هذا حديث حسن غريب فرد من رواية الشيوخ عن تلامذتهم وقد أخرجه أبو داود وأبو عيسى وابن ماجه عن محمد بن يحيى فوافقناهم بعلو.

550- 2/9

محمد بن أسلم بن سالم بن يزيد

الكندي مولاهم الإمام الرباني شيخ المشرق أبو الحسن الطوسي.

سمع يعلى بن عبيد وأخاه محمدا وجعفر بن عون ويزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى والمقرئ وطبقتهم. صنف المسند وجود وكان من الثقات الحفاظ والأولياء الأبدال سمعت الأربعين له بالعلو، وأقدم شيخ له النضر بن شميل. حدث عنه إبراهيم بن أبي طالب والحسين بن محمد القبانى وابن خزيمة وابن أبي داود ومحمد بن وكيع الطوسي وآخرون. قال محمد بن رافع دخلت على محمد بن اسلم الطوسي فما شبهته إلا بأصحاب النبي وقال ابن خزيمة: حدثنا ربانى هذه الأمة محمد بن أسلم قال محمد بن يوسف البناء الأصبهاني الزاهد حدثنا محمد بن القاسم الطوسي خادم محمد بن اسلم قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: وسئل عن قوله : فعليكم بالسواد الأعظم، قال: هو محمد بن أسلم وأصحابه ومن تبعه لم أسمع علما منذ خمسين سنة أشد تمسكا بالأثر منه. وقال بن خزيمة مرة: حدثني من لم تر عيناي مثله محمد بن أسلم. قال أحمد بن نصر النيسابوري قيل لي: إنه صلى على محمد بن أسلم ألف ألف إنسان. قلت: قد استوفيت مناقب هذا الإمام في تاريخ الإسلام وكان يشبه أحمد بن حنبل. مات في المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.

أخبرنا أبو الفضل بن عساكر وزينب بنت كندى عن أبي روح الهروي أنا زاهر بن طاهر أنا أبو عثمان البحيرى أنا زاهر بن أحمد الفقيه أنا محمد بن وكيع الطوسي نا محمد بن أسلم نا محمد بن عبيد نا سليمان بن يزيد المحاربي عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله قال: "لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم" تابعه أبو معاوية عن سليمان وهو أبو آدم أحد الضعفاء وقيل ابن زيد.

551- 3/9م ت - عبد بن حميد بن نصر الإمام الحافظ أبو محمد الكسي مصنف المسند الكبير والتفسير وغير ذلك؛ اسمه عبد الحميد فخفف.

رحل على رأس المائتين في شبيبته فسمع يزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وعلي بن عاصم وابن أبي فديك وحسين بن علي الجعفي وأبا أسامة وعبد الرزاق وطبقتهم حدث عنه "م ت" وعمر بن بجير وبكر بن المرزبان وإبراهيم بن خزيم الشاشي وخلق وعلق له البخاري في دلائل النبوة من صحيحه فسماه عبد الحميد وكان من الأئمة الثقات وقع المنتخب من مسنده لنا ولصغار اولادنا بعلو مات سنة تسع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. وفيها مات شيخ بغداد أبو علي الحسن بن الصباح البزاز ومحدث الجزيرة أبو سليمان أيوب بن محمد بن زياد الرقى الوزان وطائفة كبار.

أخبرنا أبو الحسين بن الفقيه ببعلبك والشيخ عيسى بن أبي محمد وجماعة بدمشق وأحمد بن بيان بكفربطنا قالوا: أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الرحمن بن محمد أنا عبد الله بن حمويه أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي نا عبد بن حميد نا محمد بن بشر العبدي عن سعيد بن أبي عروبة نا قتادة عن سليمان اليشكري عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال: "من أحاط حائطا على أرض فهي له". 1

552- 4/9م د ت

الدارمي

الإمام الحافظ شيخ الإسلام بسمرقند أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمي الدارمي السمرقندي صاحب المسند العالي الذي في طبقة منتخب مسند عبد بن حميد.

مولده عام توفي ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومائة. سمع النضر بن شميل ويزيد بن هارون وسعيد بن عامر الضبعي وجعفر بن عون وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي ووهب بن جرير وطبقتهم بالحرمين وخراسان والشام والعراق ومصر. حدث عنه مسلم وأبو داود والترمذي ومطين وجعفر الفريابي وعمر بن بجير والنسائي خارج سننه وحفص"؟" ابن أحمد بن فارس الأصبهاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وعيسى بن عمر السمرقندي وآخرون. قال الخطيب: كان أحد الحفاظ والرحالين موصوفا بالثقة والورع والزهد استقضى على سمرقند فقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي -إلى أن قال- وكان على غاية العقل وفي نهاية الفضل يضرب به المثل في الديانة والحلم والاجتهاد والعبادة والتقلل صنف المسند والتفسير وكتاب الجامع قال أبو حاتم: ثقة صدوق وعن أحمد بن حنبل وذكر الدارمي فقال: عرضت عليه الدنيا فلم يقبل. وقال رجاء بن مرجى: رأيت الشاذكوني وابن راهويه وسمى جماعة فما رأيت أحفظ من عبد الله الدارمي. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عبد الله بن عبد الرحمن إمام أهل زمانه.

أخبرنا محمد بن عبد الغني وأحمد بن مكتوم وعمر بن خواجا إمام وسنقر الزينى ومحمد بن حمزة وعبدالعالى بن عبد الملك ومحمد بن يوسف وعبد الحميد بن أحمد وإسماعيل بن يوسف وعبدالأحد بن تيمية وسلمان بن قدامة وإبراهيم بن صدقة وأحمد بن محمد الحافظ والحسن بن علي وهدية بنت علي وعبد الرحمن بن عقيل وعيسى بن أبي محمد قالوا أنا أبو المنجا عبد الله بن عمر أنا أبو الوقت أنا الداودي أنا عبد الله بن أحمد نا عيسى بن عمر نا عبد الله بن عبد الرحمن نا يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال لعبد الرحمن بن عوف ورأى عليه أثر من صفرة: "مهيم؟" قال: تزوجت، قال: "أولم ولو بشاة". مات الدارمي يوم التروية سنة خمس وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. وفيها مات محدث نيسابور أبو عبد الرحمن عبد الله بن هاشم الطوسي ومحدث واسط محمد بن حرب النشائي ومحدث دمشق موسى بن عامر بن عمارة بن خريم المري الدمشقي راوية الوليد، وعبد الغني بن رفاعة اللخمي المصري بقية من روى عن بكر بن مضر ورأس الكرامية محمد بن كرام.

553- 5/9خ ت

الترمذي الكبير

هو الحافظ العلم أبو الحسن أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي.

سمع يعلى بن عبيد وأبا النضر وعبد الله بن موسى وسعيد بن أبي مريم وطبقتهم فاكثروا أكثر الرجال حدث عن البخاري وأبو عيسى الترمذي وابن خزيمة وغيرهم وسألوه عن العلل والرجال والفقه وكان من أصحاب أحمد بن حنبل ورواية البخاري عنه عن أحمد بن حنبل في المغازي من صحيحه توفي سنة بضع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.

554- 6/9

عبد الملك بن حبيب

الفقيه الكبير عالم الأندلس أبو مروان السلمي ثم المرداسى الأندلسي القرطبي.

ولد بعد السبعين ومائة وأخذ عن صعصعة بن سلام والغازى بن قيس وزياد شبطون وحج فأخذ عن عبد الملك بن الماجشون واسد السنة واصبغ بن الفرج وطبقتهم ورجع إلى الأندلس بعلم جم روى عنه بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح ويوسف المغامى ومطرف بن قيس وآخرون وكان رأسا في مذهب مالك وله تصانيف عدة مشهورة ولم يكن بالمتقن للحديث ويقنع بالمناولة قال ابن الفرضي كان فقيها نحويا شاعرا إخباريا نسابة طويل اللسان متصرفا في فنون العلم قال ابن بشكوال قيل لسحنون فقيه المغرب مات بن حبيب قال مات عالم الأندلس بل والله عالم الدنيا قال الصدفي في تاريخه كان بن حبيب كثير الجمع معتمدا على الأخذ بالحديث ولم يكن غيره ولا يدرى الرجال وقال أحمد بن محمد بن عبد البر هو أول من أظهر الحديث بالأندلس وكان لا يفهم صحيحه من سقيمه وكان الذي بينه وبين يحيى بن يحيى الليثي شيئا وكان كثير المخالفة ليحيى وكان قد قرر معه في المشاورة والنظر فلما مات يحيى انفرد بن حبيب برئاسة العلم قيل مات في آخر سنة تسع وثلاثين ومائتين وقال سعيد بن فحلون: مات في رابع رمضان سنة ثمان رحمه الله تعالى.

أنبأنا بن هارون عن بن بقى عن شريح عن بن حزم حدثني أحمد بن عمر نا الحسين بن يعقوب نا سعيد بن فحلون نا يوسف المغامي نا عبد الملك بن حبيب نا هارون بن صالح الطلحي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن ربيعة بن محمد بن حارث التيمى أن رسول الله قال: "لا يحج أحد عن أحد إلا ولد عن والده" هذا منقطع.

555- 7/9ع

عبيد الله بن فضالة

الحافظ المجود أبو قديد النسائي.

سمع عبد الرزاق باليمن، والأنصاري بالبصرة، والمقرئ بمكة، ويحيى بن يحيى بنيسابور، وأبا اليمان بالشام، حدث عنه النسائي وابن أبي عاصم والحسن بن سفيان وآخرون. قال النسائي: ثقة مأمون. 2

أخبرنا إبراهيم بن الدرجي في كتابه عن أبي جعفر الصيدلاني أنا محمود بن إسماعيل حضورا أنا أبو بكر بن شاذان أنا أبو بكر القباب أنا أبو بكر بن أبي عاصم نا عبيد الله بن فضالة نا عبد الرزاق عن معمر أن يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن زيد البكالي عن عتبة بن عبد السلمي قال جاء أعرابي إلى النبي فسأله عن الجنة وذكر الحوض فقال: أفيها فاكهة قال: "نعم فيها شجرة تدعى طوبى"، الحديث.

556- 8/9خ م د س ت

الرباطي

الحافظ الإمام أبو عبد الله أحمد بن سعيد بن إبراهيم الخراساني الأشقر نزيل نيسابور.

سمع وكيع بن الجراح وعبد الرزاق ووهب بن جرير وسعيد بن عامر وإسحاق السلولي وطبقتهم وعنه الجماعة سوى ابن ماجه وأبو العباس السراج وابن خزيمة وعدة وكان قد ولاه بن طاهر أمر الرباط فلهذا لما دخل إلى أحمد بن حنبل لم يبش به وقال له: هل بد من ان يقال غدا أين بن طاهر واتباعه فانظر أين تكون قيل مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.

أخبرنا بن عساكر عن عبد الرحيم بن السمعاني أنا سعيد بن الحسين أنا بن المحب أنا أبو الحسين القنطري أنا أبو العباس الثقفى نا أحمد بن سعيد الرباطي وبه إلى الثقفى نا أبو يحيى نا القواريرى قالا نا محبوب بن الحسن نا داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: فرض صلاة الحضر والسفر ركعتان ركعتان، فلما أقام رسول الله بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت الصلاة الفجر لطول القراءة والمغرب لأنها وتر النهار. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ كان يقول: كان الرباطي والله من الأئمة المقتدى بهم وقال الخليلي: كان حافظا متقنا وقال محمد بن علي الصفار لو كان الحسن البصري حيا لأحتاج إلى إسحاق ولم أر بعد إسحاق مثل أحمد الرباطي.

557- 9/9

محمد بن عميرة

الإمام الحافظ محدث جرجان أبو عبد الله نزيل هراة.

حدث عن إسحاق الأزرق ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وطبقتهم. وعنه محمد بن عبد الرحمن الشامي ومحمد بن شاذان وأبو يحيى البزاز وآخرون بلغني أنه كان يحفظ سبعين ألف حديث رحمه الله تعالى.

558- 10/9خ 4

زيد بن أخزم

الحافظ الإمام أبو طالب الطائي البصري.

سمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن هشام وطبقتهم. روى عنه الجماعة سوى مسلم وأبو عروبة وعبد الله بن محمد بن وهب والبغوى وابن صاعد والمحاملي. وثقه النسائي. ذبحته الزنج لما استباحوا البصرة وقتلوا أهلها سنة سبع وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.

أخبرنا أبو الحسن العلوي أنا أبو الحسن بن القطيعي أنا أبو بكر بن الزاغوني أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر الخلص نا يحيى بن محمد نا زيد بن أخزم نا عبد القاهر بن شعيب أنا بن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النبي قال: "لا يزال العبد في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه".

559- 11/9ت س

أحمد بن نصر

الإمام الحافظ أبو عبد الله القرشي النيسابوري فقيه نيسابور ومقرئها وزاهدها.

حدث عن بن نمير ونضر بن شميل وابن أبي فديك وطبقتهم حدث عنه سلمة بن شبيب وأبو بكر بن خزيمة وأبو عروبة الحراني وآخرون قال الحاكم: هو فقيه أهل الحديث في عصره بنيسابور وعليه تفقه بن خزيمة قبل أن يرحل. مات سنة خمس وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى يقع لي حديثه من طريق بن خزيمة.

وتوفي معه أحمد بن عبدة الضبي البصري، ومقرئ مكة أبو الحسن أحمد بن محمد بن عون القواس النبال وإسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي بن بنت السدى وعبد الله بن عمران العابدى المكي وشيخ الصوفية ذو النون المصري وآخرون.

560- 12/9م د س ت

علي بن نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان

الحافظ الناقد أبو الحسن الجهضمي محدث البصرة وابن محدثها.

حدث عن أبي عاصم النبيل ووهب بن جرير ويزيد بن هارون وطبقتهم. حدث عنه الجماعة سوى البخاري وابن ماجه، وجعفر الفريابي وأبو بكر بن أبي داود وخلق. نعم وروى عنه البخاري في التاريخ. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فوثقه وأطنب في ذكره والثناء عليه، وقال الترمذي: كان حافظا صاحب حديث. مات في سنة خمسين ومائتين. وفيها مات أبوه، وشيخ مصر الحارث بن مسكين أبو عمرو القاضى، ومحدث مصر أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ومقرئ مكة أبو الحسن أحمد بن محمد البزي، ومحدث الشعية عباد بن يعقوب الرواجنى، وعمرو بن بحر الجاحظ صاحب الكتب.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عبد المعز بن محمد أنا زاهر أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو طاهر بن خزيمة أنا جدي نا علي بن نصر بن علي وعبد القدوس بن محمد وهذا لفظه حدثني عمرو بن عاصم نا همام ثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: "من نسي ركعتي الفجر فليصلهما إذا طلعت الشمس".

561- 13/9ت

الحسن بن شجاع

الحافظ الكبير أبو علي البلخي.

سمع عبيد الله بن موسى ومكي بن إبراهيم وأبا مسهر الغساني وأبا الوليد الطيالسي وطبقتهم وأكثر الترحال حدث عنه أبو زرعة وأبو العباس السراج ومحمد بن زكريا البلخي وخلق. قال البخاري في صحيحه نا الحسن نا إسماعيل بن الخليل فالظاهر أنه هو وحدث الترمذي عن رجل عنه. قال قتيبة: فتيان خراسان أربعة، الدارمي، والبخاري، وزكريا اللؤلؤى، والحسن بن شجاع وقال غيره: كان ابن شجاع لا يجارى في معرفة الأبواب، وعده أحمد بن حنبل في الحفظ من نظراء أبي زرعة وإنما لم يشتهر لموته كهلا، جميع ما عاش تسع وأربعون سنة قال محمد بن جعفر البلخي: مات في نصف شوال سنة أربع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.

562- 14/9د ق

رجاء بن مرجى

الحافظ العلم أبو محمد المروزي ويقال السمرقندي مفيد بغداد.

سمع النضر بن شميل ويزيد بن أبي حكيم العدني وأبا نعيم وأبا اليمان وطبقتهم حدث عنه أبو داود وابن ماجه وأبو العباس السراج ويحيى بن صاعد والمحاملي وآخرون يقع لنا حديثه عاليا. قال الدارقطني: ثقة حافظ. وقال الخطيب: كان ثقة إماما في علم الحديث وفي حفظه والمعرفة به قال البخاري: مات بغداد في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا عبد الرحيم بن أبي سعد أنا أبو طالب محمد بن عبد الرحمن بصومعته نا إسماعيل بن زاهر أنا عبد العزيز بن السري بحرباذقان أنا محمد بن سعيد بن حماد بن ماهان نا أبو داود السجزي نا رجاء بن مرجى نا النضر بن شميل نا موسى بن ثروان حدثني طلحة بن عبد الله بن كريز حدثني أم الدرداء حدثني سيدي أنه سمع رسول الله يقول: "إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قال الملك: آمين ولك بمثل". 3

أخبرنا سنقر الحلبي أنا عبد اللطيف أنا عبد الحق أنا علي بن العلاف أنا أبو الحسن بن الحمامي نا بن قانع نا محمد بن الفضل بن جابر السقطى نا رجاء بن مرجى نا عبد الله بن رجاء نا سعيد بن مسلمة عن مسلم بن أبي مريم عن عبد الله بن شرحبيل أن النبي صلى يوما وعليه نمرة فقال لرجل: "هات نمرتك"، فقال يا رسول الله هي خير من نمرتي، قال: "أجل، ولكن عليها خيط احمر فخشيت ان تفتننى في صلاتي".

563- 15/9م 4

سلمة بن شبيب

الحافظ الجوال أبو عبد الرحمن النسائي النيسابوري نزيل مكة.

سمع يزيد بن هارون وأبا داود وسمع أبا أسامة والجارود بن يزيد ويعلى بن عبيد ومروان بن محمد الطاطري وعبد الرزاق وطبقتهم. روى عنه الستة سوى البخاري وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن هارون الروياني وحاتم بن محبوب وآخرون. وقيل أن أحمد بن حنبل حدث عنه. قال النسائي: ليس به بأس مات في شهر رمضان سنة أربع وتسعين ومائتين وكان قدم مصر قبل بعام وحمل عنه المصريون يقع حديثه عاليا في حديث الأخميمي. وفيها مات شيخ العربية أبو عثمان المازني والخليفة المتوكل على الله بن المعتصم.

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنا موسى بن عبد القادر أنا سعيد بن أحمد أنا علي بن أحمد أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد نا سلمة بن شبيب نا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني نا أبو سعيد عن أنس بن مالك قال أرسلني أبو طلحة أدعو النبي لطعام صنعه له، فقال النبي : "أنا ومن معي؟" قال: قلت: نعم، فجاء ومعه نحو من سبعين رجلا فلما جاء النبي قالت له امرأته: إنما طعامنا يسير قال: فلا تعجلوني بخروجه، فدعا النبي فجعل يدخل عشرة عشرة فيأكلون ثم يخرجون حتى أكلوا وفضل لهم.

564- 16/9د

أحمد بن الفرات

الحافظ الحجة أبو مسعود الرازي محدث أصبهان وصاحب التصانيف.

سمع عبد الله بن نمير وأبا أسامة ويزيد بن هارون وابن أبي فديك وعبد الرزاق وأكثر الترحال في لقى الرجال حدث عنه أبو داود وابن أبي عاصم والفريابي وعبد الرحمن بن يحيى بن منده وعبد الله بن جعفر بن فارس وآخرون. قال إبراهيم بن محمد الطيان: سمعت أبا مسعود يقول كتبت عن ألف وسبع مائة شيخ، وكتبت ألف ألف حديث وخمس مائة ألف فعملت من ذلك في تواليفي خمس مائة ألف حديث. وعن أحمد بن حنبل قال: ما أظن بقى أحد أعرف بالمسندات من ابن الفرات. قال أبو عروبة الحراني: هو في عداد أبي بكر بن أبي شيبة في الحفظ أحمد بن سليمان الرهاوي في الثبت وقال بن عدى لا أعلم له رواية منكرة وهو من أهل الصدق والحفظ قال أبو عمران الطرسوسي سمعت الأثرم يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رسول الله من أبي مسعود الرازي. وعن أبي مسعود قال: كتبت الحديث وأنا ابن اثنتي عشرة سنة وذكرت بالحفظ ولي ثمان عشرة سنة. وسئل أبو بكر الاعين أيما احفظ أبو مسعود أو الشاذكوني؟ فقال: أما المسند فأبو مسعود، وأما المنقطع فالشاذكونى.

قلت جزء بن الفرات من أعلى شيء يسمع اليوم.

أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن مسعود بن أبي منصور أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا أبو مسعود نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس عن النبي طاف على نسائه في غسل واحد. توفي في شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين. وتوفي فيها خلق، منهم حفص بن عمرو الربالى والفضل بن يعقوب الرخامي ومحمد بن إسماعيل الحساني ومحمد بن عمر بن أبي مذعور، وعبدة بن عبد الله الصفار الكوفي، وأبو عبيدة بن أبي السفر، رحمة الله عليهم أجمعين.

565- 17/9س ق

أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط

الحافظ ثقة الرحال الجوال أبو الأزهر العبدي النيسابوري.

حج ورأى سفيان ولم يمكنه أن يسمع منه. وسمع بن نمير ويعلى ومحمدا ابنى عبيد، وأسباط بن محمد وعبد الرزاق وأبا ضمرة الليثي ووهب بن جرير وطبقتهم، وعنه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو حامد بن الشرقى ومحمد بن الحسين القطان وعدة. حدث عنه رفقائه محمد بن رافع والذهلي، وكان يقول كتب عنى يحيى بن يحيى التميمي، وكان أبو الأزهر من علماء المحدثين. قال أبو حاتم: صدوق وقال النسائي والدارقطني: لا بأس به. قال ابن الشرقى قيل لي: لم لا ترحل إلى العراق؟ قلت؟ ما أصنع بها وعندنا من بنادرة الحديث الذهلي وأبو الأزهر وأحمد بن يوسف وقيل أن أبا الأزهر لما أنكر عليه ابن معين حديثه عن عبد الرزاق في الفضائل قال: حلفت إلا أحدث به حتى أتصدق بدرهم. توفي في سنة ثلاث وستين ومائتين رحمة الله عليه.

أخبرنا أبو الحسين اليونيني وغيره أنا جعفر وأحمد بن محمد وعلي بن سلامة قالوا أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفى نا محمد بن إبراهيم الجرجاني إملاء نا محمد بن الحسين القطان أنا أبو الأزهر نا أسباط بن محمد أنا الشيباني قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى: رجم رسول الله ؟ قال نعم قلت: بعد ما نزلت النور أم قبلها؟ قال لا أدري.

566- 18/9س

محمد بن عبد الله بن عبد الحكم

الإمام الحافظ فقيه عصره أبو عبد الله المصري.

ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة. وروى عن ابن وهب وأبي ضمرة وابن أبي فديك والشافعي واشهب وإسحاق بن الفرات وعدة. وتفقه بأبيه وبالشافعى. روى عنه النسائي وابن خزيمة وابن صاعد وابن أبي حاتم وأبو بكر بن زياد والأصم وخلق. قال النسائي: ثقة. وقال مرة: لا بأس به. وقال ابن خزيمة ما رأيت في الفقهاء أعلم بأقاويل الصحابة والتابعين منه. وقال ابن أبي حاتم ثقة صدوق أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك وقال أبو إسحاق الشيرازي حمل في المحنة إلى بن أبي داود فلم يجبه فردوه وانتهت اليه الرئاسة بمصر في العلم وقال بن خزيمة أما الإسناد فلم يكن يحفظه قلت له كتب كثيرة منها الرد على الشافعي وكتاب أحكام القرآن ورد على فقهاء العراق وغير ذلك مات في سنة ثمان وستين ومائتين رحمه الله تعالى.

أخبرنا علي بن أحمد أنا أبو الحسن القطيعي أنا بن الزاغواني أنا أبو نصر الزينبي أنا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن محمد نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن وهب حدثني عياض بن عبد الله عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس أن أم هانئ حدثته أنها قالت: يا رسول الله يزعم ابن أمي علي أنه قاتلُ من آجرت. فقال رسول الله : "قد أجرنا من أجرت".

قال سعيد بن عثمان: رأيت محمد بن عبد الله يركب حمارا قصيرا حقيرا منتوف الذنب وهو يقول: الطريق، الطريق، ويروح إلى الجمعة وقميصه مرقوع ولو شاء أن يلبس أرفع ما يكون لفعل؛ لأنه كان عنده من المال أمر كبير وكان عالما متواضعا ثقة. كان أهل مصر لا يعدلون به أحدا.

567- 19/9خ م د ت ق

أحمد بن سعيد بن صخر

الحافظ الإمام أبو جعفر الدارمي السرخسي.

سمع النضر بن شميل وعبد الصمد بن عبد الوارث وجعفر بن عون وطبقتهم وعنه الستة سوى النسائي وروى الترمذي أيضا عن رجل عنه.

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد أنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعيد النجرودى أنا بشر بن محمد بن محمد بن ياسين أنا أبو بكر بن خزيمة نا أحمد بن سعيد الدارمي نا حجاج بن نصير نا شعبة عن العوام بن مزاحم عن أبي عثمان النهدي عن عثمان أن النبي قال: "إن الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة". 4 وحدث عنه من شيوخه محمد بن المثنى العنزي ومن المتأخرين أبو بكر بن خزيمة. ولي قضاء سرخس وكان مبرزا في العلم. قال أحمد بن حنبل: ما قدم علينا خراساني أفقه بدنا منه.

قال أبو عمرو المستملي عدناه في مرضه فأوصى بعشرة آلاف درهم وأعتق عبيدا.

قلت: توفي سنة ثلاث وستين ومائتين. وفيها مات زاهد العراق سري بن المغلس السقطي، وعلي بن شعيب السمسار، وعلي بن مسلم الطوسي، ومقرئ الري محمد بن عيسى التيمي، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي، ويوسف بن موسى القطان الرازي. وهارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن سعيد الهمداني المصري.

568- 20/9 د ت س

الجوزجاني

الحافظ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي نزيل دمشق ومحدثها.

سمع الحسين بن علي الجعفي ويزيد بن هارون وجعفر بن عون وشبابة وطبقتهم فأكثر وتفقه بأحمد بن حنبل حدث عنه أبو داود والترمذي والنسائي وأبو زرعة ومحمد بن جرير وابن جوصاء وأبو بشر الدولابي وآخرون وثقه النسائي قال ابن عدى: سكن دمشق فكان يحدث على المنبر ويكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بذلك ويقرأ كتاب على المنبر قال وكان يتحامل على علي رضي الله عنه وقال الدارقطني: كان من الحفاظ الثقات المصنفين وفيه انحراف عن علي. قال أبو الدحداح مات في ذي القعدة سنة تسع، وقال غيره سنة ست وخمسين ومائتين وله كتاب في الضعفاء.

569- 21/9م د

حجاج بن الشاعر

هو الحافظ الأوحد المأمون أبو محمد حجاج بن يوسف بن حجاج الثقفي البغدادي ويعرف أبوه بلقوة الشاعر.

حدث عن أبي داود الطيالسي ويعقوب بن إبراهيم وأبي النضر وحجاج الأعور وطبقتهم. روى عنه أبو داود ومسلم وبقي بن مخلد وأبو يعلى وعبد الرحمن بن أبي حاتم والمحاملي وخلق. قال ابن أبي حاتم: ثقة حافظ، وقال أبو داود: هو خير من مائة مثل الرمادي.

أنبأنا جماعة أنا الكندي نا الشيباني نا الخطيب أنا الأزهري قال لنا أبو بكر بن شاذان نا أبو عبيد المحاملي قال بلغني عن حجاج بن الشاعر أنه سمعه بعض جيرانه يقول: كذبت يا عدو الله. كذبت يا عدو الله، فدخل عليه فقال: ما هذا؟ قال: أدخلت أحليلي في جوف البالوعة- يعني لئلا يصيبه رشاش البول- قال فجاء الشيطان فقال: قد أصاب ظهرك. وبلغني أنه مر يوما في درب وفي آخره ميزاب فقال: أصابني أو لم يصبنى فلما طال عليه فجاء فجلس تحته وقال: استرحت من الشك. قلت: هذه من أطراف ما يقع للموسوسين. قال صالح جزرة: سمعت حجاج بن الشاعر يقول: جمعت لي أمى مائة يوم ببابه أجيء بالرغيف فأغمسه في دجلة وآكله فلما نفدت خرجت.

قال ابن قانع: مات في رجب سنة تسع وخمسين ومائتين وفيه مات إسحاق بن وهب العلاف الواسطي، وبشر بن مطر السامري، وعلي بن معبد الرقي نزيل مصر، ومحمود بن آدم المروزي، وإسحاق بن إبراهيم لؤلؤ البغوي رحمة الله عليهم.

570- 22/9د س

حميد بن زنجويه

الحافظ البارع أبو أحمد الأزدي النسائي ضعف. مصنف كتاب الأموال وكتاب الترغيب والترهيب.

سمع النضر بن شميل ويزيد بن هارون وجعفر بن عون وسعيد الضبعي وطبقتهم. حدث عنه أبو داود السجستاني والنسائي وإبراهيم الحربي وابن صاعد ومحمد بن خريم وعبد الله بن عتاب الدمشقيان والقاضي المحاملي وخلق كثير. قال أبو عبيد: ما قدم علينا من فتيان خراسان مثل ابن زنجويه وأحمد بن شبويه. وقال النسائي: حميد ثقة وقال ابن حبان: هو الذي أظهر السنة بنسا. وقال آخر: كان ثقة حجة من كبار الأئمة. مات سنة إحدى وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى واسم أبيه مخلد بن قتيبة.

571- 23/9د س

خشيش بن أصرم

الحافظ الحجة أبو عاصم النسائي مصنف كتاب الاستقامة يرد فيه على أهل البدع.

سمع عبد الله بن بكر وروح بن عبادة وعبد الرزاق وطبقتهم. حدث عنه أبو داود والنسائي وعلي بن أحمد بن علان وأبو بكر بن أبي داود وأحمد بن عبد الوراث العسال وآخرون. وثقه النسائي. مات بمصر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.

572- 24/9ق

زهير بن محمد بن قمير

الإمام الحافظ القدوة أبو محمد المروزي نزيل بغداد.

سمع روح بن عبادة وأبا النضر وعبد الرزاق وعبيد الله بن موسى وطبقتهم. وعنه ابن ماجه وأحمد بن عمر والبزار وابن صاعد والمحاملي والحسين بن يحيى بن عياش.

قال السراج: ثقة مأمون. وقال الخطيب: كان ثقة صادقا ورعا زاهدا تحول عن بغداد في آخر عمره فرابط بطرسوس إلى أن مات. قال أبو القاسم البغوي: ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل منه، لقد سمعته يقول: أشتهى لحما في أربعين سنة ولا آكله حتى أدخل الروم فآكله من مغانم الروم. وقال محمد بن زهير: كان أبي يختم في رمضان تسعين ختمة. مات سنة سبع وخمسين ومائتين في آخرها رحمه الله تعالى.

573- 25/9

الأعين

الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن أبي عتاب الحسن بن طريف البغدادي أحد الأثبات.

حدث عن روح بن عبادة ويزيد بن هارون والفريابي وطبقتهم. روى عنه مسلم في مقدمة صحيحه وابن أبي الدنيا والبغوي والسراج وآخرون. وثقه ابن حبان، وقال أحمد بن حنبل: لما بلغه موته إني لأغبطه، مات وما يعرف غير الحديث. قلت: مات سنة أربعين ومائتين في جمادى الآخرة في أوائل سن الشيخوخة رحمه الله تعالى.

أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أنا عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الرحمن ابن عفيف أنا عبد الرحمن ابن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي أنا أبو بكر الأعين أنا محمد بن جعفر المدائني عن ورقاء قال: قلت لشعبة: لم تركت حديث أبي الزبير؟ قال: رأيته يزن فاسترجح في الميزان فتركته.

574- 26/9خ م د ت س

الفضل بن سهل

أبو العباس البغدادي الأعرج الحافظ من كبار محدثي بغداد.

سمع حسين بن علي الجعفي وهاشم بن القاسم وشبابة بن سوار وطبقتهم. حدث عنه الجماعة سوى ابن ماجه وابن صاعد والمحاملي ومحمد بن مخلد وخلق كثير، وكان موصوفا بالذكاء والمعرفة والإتقان، وثقه النسائي وغيره، وكان لا يكاد يفوته حديث فرد. قال أحمد بن الحسين الصوفي: كان الفضل بن سهل أحد الدواهي -يعني في الحفظ. قلت: مات في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين وهو في عشر الثمانين رحمه الله. وقع لنا من موافقاته العالية.

575- 27/9خ د س ت

صاعقة

الحافظ الكبير أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير العدوي العمري مولاهم الفارسي ثم البغدادي.

سمع يزيد بن هارون وروح بن عبادة وأبا أحمد الزبيري وعفان وطبقتهم فأكثر جدا. حدث عنه الجماعة سوى مسلم وابن ماجه وأبو بكر بن أبي داود وابن صاعد وأبو عبد الله المحاملي وخلق. قال الخطيب: كان متقنا ضابطا عالما حافظا. وقال محمد بن محمد بن داود الكرخي: سمي صاعقة لحفظه وكان بزازا. وقال النسائي: ثقة. ولد سنة خمس وثمانين ومائة ومات في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.

وقع لي من عواليه. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا أكمل بن أبي الأزهر أنا سعيد بن البناء أنا محمد بن محمد الزينبي أنا محمد بن عمر الوراق نا أبو بكر بن أبي داود نا محمد بن منصور ومحمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير أن روح بن عبادة أخبرهم عن ابن عيينة عن عمار الدهني عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم الصور ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فينفخ"، قالوا: وماذا نقول يا رسول الله؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل" 1.

576- 28/9 4

محمد بن عبد الملك بن زنجويه

الحافظ أبو بكر البغدادي الغزال صاحب الإمام أحمد، واسع الرحلة.

سمع يزيد بن هارون وعبد الرزاق ومحمد بن يوسف الفريابي وزيد بن الحباب وجعفر بن عون وطبقتهم حدث عنه أصحاب السنن الأربعة وأبو يعلى وابن صاعد وابنا المحاملي وعبد الرحمن ابن أبي حاتم وخلق كثير. وثقه النسائي وغيره، وكان من أحلاس الحديث. توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. يقع لنا من حديثه عاليا في مواضع.

577- 29/9

محمد بن يحيى بن موسى

الحافظ المتقن أبو عبد الله الإسفرائني المعروف بحيويه.

حدث عن سعيد بن عامر الضبعي وأبي النضر وأبي عاصم وعبيد الله بن موسى وأبي مسهر وخلائق وعنه أبو العباس السراج وابن خزيمة وأبو عوانة الإسفرائني ومحمد بن محمد بن رجاء. وكان أبو عوانة يقول: محمد بن يحيانا ومحمد بن يحياكم ينظره بالذهلي المذكور قلت: الظاهر أن حيويه لقب لوالده يحيى. مات يوم التروية سنة تسع وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. يقع لي حديثه من مسند أبي عوانة.

578- 30/9ت

البخاري

شيخ الإسلام وإمام الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف.

مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين وحفظ تصانيف ابن المبارك وهو صبي ونشأ يتيما ورحل مع أمه وأخيه سنة عشر ومائتين بعد أن سمع مرويات بلده من محمد بن سلام والمسندي ومحمد بن يوسف البيكندي. وسمع ببلخ من مكي بن إبراهيم، وببغداد من عفان وبمكة من المقرئ، وبالبصرة من أبي عاصم والأنصاري، وبالكوفة من عبيد الله بن موسى، وبالشام من أبي المغيرة والفريابي، وبعسقلان من آدم، وبحمص من أبي اليمان، وبدمشق من أبي مسهر، شدا وصنف وحدث وما في وجهه شعرة، وكان رأسا في الذكاء، رأسا في العلم، ورأسا في الورع والعبادة. حدث عنه الترمذي ومحمد بن نصر المروزي الفقيه وصالح بن محمد جزرة ومطين وابن خزيمة وأبو قريش محمد بن جمعة وابن صاعد وابن أبي داود، وأبو عبد الله الفربري وأبو حامد بن الشرقي ومنصور بن محمد البزدوي وأبو عبد الله المحاملي وخلق كثير. وكان شيخا نحيفا ليس بطويل ولا قصير إلى السمرة، كان يقول لما طعنت في ثماني عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم في أيام عبيد الله بن موسى وحينئذ صنفت التاريخ عند قبر النبي في الليالي المقمرة. وعن البخاري قال: كتبت عن أكثر من ألف رجل.

ومن مناقبه: قال وراقه محمد بن أبي حاتم سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان البخاري يختلف معنا إلى السماع وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أياما فكنا نقول له فقال: أنكما قد أكثرتما على فاعرضا علي ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه، ثم قال: أترون أني اختلف هدرا وأضيع أيامي؟ فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. وقال محمد بن خميرويه سمعت البخاري يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح، وقال ابن خزيمة ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري. قلت: قد أفردت مناقب هذا الإمام في جزء ضخم فيها العجب فهو ومسلم وأبو داود والترمذي رجال الطبقة الخامسة من الأربعين للمقدسي. مات ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين. وفيها توفي الزبير بن بكار، وعلي بن المنذر الطريقي، ومحمد بن أبي عبد الرحمن ابن عبد الله بن يزيد المقرئ ومحمد بن عثمان بن كرامة رحمة الله عليهم.

قرأت على إسماعيل بن الفراء ويوسف بن الشنقاري ومحمد بن بيان وطائفة أخبركم الحسين بن الزبيدي أنا أبو الوقت أنا الداودي أنا ابن حمويه نا ابن مطر نا البخاري نا عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا: قال النبي : "إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج -والهرج القتل". رواه "م" عن أبي النضر عن أبيه عن الأشجعي عن سفيان عن الأعمش، فكأن أبا الوقت سمعه من مسلم.

579- 31/9م س ت ق

أبو زرعة

الإمام حافظ العصر عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشي مولاهم الرازي.

سمع أبا نعيم وقبيصة وخلاد بن يحيى ومسلم بن إبراهيم والقعنبي ومحمد بن سابق وطبقتهم بالحرمين والعراق والشام والجزيرة وخراسان ومصر، وكان من أفراد الدهر حفظا وذكاء ودينا وإخلاصا وعلما وعملا. حدث عنه من شيوخه حرملة وأبو حفص الفلاس وجماعة، ومسلم وابن خالته الحافظ أبو حاتم والترمذي وابن ماجه والنسائي وابن أبى داود وأبو عوانة وسعيد بن عمرو البرذعي وابن أبي حاتم ومحمد بن الحسين القطان وآخرون. وفي السابق واللاحق رواية إبراهيم بن أورمة الحافظ عن الفلاس عن أبي زرعة الرازي قال البخاري سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال نزل أبو زرعة عندنا فقال لي أبي: يا بني قد اعتضت عن نوافلي بمذاكرة هذا الشيخ قال صالح بن محمد: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن ابن أبي شيبة مائة ألف حديث وعن إبراهيم بن موسى الرازي مائة ألف قلت: تقدر أن تملي على ألف حديث من حفظك؟ قال لا، ولكني إذا ألقي علي عرفت. وعن أبي زرعة أن رجلا استفتاه أنه حلف بالطلاق أنك تحفظ مائة ألف حديث، فقال: تمسك بامرأتك. ابن عقدة نا مطين عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة. وعن الصغاني قال: أبو زرعة عندنا يشبه بأحمد بن حنبل. وقال علي بن الجنيد: ما رأيت أعلم من أبي زرعة. وقال أبو يعلى الموصلي كان أبو زرعة مشاهدته أكبر من اسمه يحفظ الأبواب والشيوخ والتفسير. وقال صالح جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث. وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أكثر تواضعا من أبي زرعة. وقال عبد الواحد بن غياث: ما رأى أبو زرعة مثل نفسه وقال أبو حاتم: ما خلف أبو زرعة بعده مثله ولا أعلم من كان يفهم هذا الشأن مثله وقل من رأيت في زهده.

مات أبو زرعة في آخر يوم من سنة أربع وستين ومائتين وقد شاخ، رحمة الله عليه.

وفيها مات محدث مصر أحمد بن عبد الرحمن ابن وهب بحشل، والإمام أبو إبراهيم المزني الفقيه، والإمام يونس بن عبد الأعلى الصدفي ثلاثتهم بمصر.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا القاسم بن عبد الله أنا أبو الأسعد هبة الرحمن ابن عبد الواحد أنا عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري أنا عبد الملك بن الحسن نا يعقوب بن إسحاق الحافظ نا إبراهيم بن مرزوق نا عمر بن يونس "ح وبه" قال يعقوب وأنا أبو زرعة الرازي نا عمرو بن مرزوق قالا أنا عكرمة بن عمار أنا شداد سمعت أبا أمامة قال: قال رسول الله : "يابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى". 5

وأخبرنا ابن عساكر عن أبي المظفر بن السمعاني أنا عبد الله بن محمد أنا عثمان بن محمد نا عبد الملك- فذكره.

580- 32/9 س

الرهاوي

الحافظ الثقة أبو الحسين أحمد بن سليمان محدث الجزيرة.

سمع زيد بن الحباب وجعفر بن عون ومسكين بن بكير ويحيى بن آدم فمن بعدهم فأكثر. وكان من أوعية العلم. حدث عنه النسائي وأبو عروبة ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي وآخرون، وأجاز لعبد الرحمن ابن أبي حاتم أحاديث كتب بها إليه. توفي سنة إحدى وستين ومائتين، ذكره النسائي فقال: ثقة مأمون صاحب حديث.

وفيها توفي شعيب بن أيوب الصريفيني شيخ واسط وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي مقرئ الجزيرة والمحدث علي بن أشكاب وأخوه، والشيخ أبو يزيد البسطامي من مشاهير القوم.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنا زين الأمناء الحسن بن محمد أنا أبو القاسم الحافظ أنا ابن إبراهيم الحسيني أنا أبو القاسم علي بن محمد السميساطي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا مكحول البيروتي نا أحمد بن سليمان الرهاوي نا يزيد بن هارون نا الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عمران بن حصين أن رسول الله قال لرجل من أصحابه: "هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا؟" قال: لا قال: "فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين مكانه"، رواه مسلم عن ابن أبي شيبة عن يزيد

581- 33/9س

أحمد بن سيار بن أيوب

الحافظ الفقيه أبو الحسن المروزي أحد الأعلام.

سمع عبدان بن عثمان وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب ويحيى بن بكير وصفوان بن صالح وطبقتهم بمدائن الإسلام. حدث عنه محمد بن نصر المروزي والنسائي وابن خزيمة ومحمد بن عقيل البلخي وأبو العباس المحبوبي وحاجب بن أحمد الطوسي وآخرون. وروى البخاري عن أحمد عن محمد بن أبي بكر المقدمي، فقيل إنه هو وقد صنف تاريخا لمرو. قال ابن أبي حاتم: رأيت أبي يطنب في مدحه ويذكره بالعلم والفقه. قلت: هو صاحب وجه في المذهب، ومن وجوهه إيجاب الأذان للجمعة فقط، وإيجاب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام، وكان بعض الأئمة يشبهه بابن المبارك في زمانه علما وفضلا. عاش سبعين سنة وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وستين ومائتين.

وفيها توفي المعمر أحمد بن شيبان الرملي والمسند بن يونس بن المسيب الضبي الأصبهاني ومحدث بلخ عيسى بن أحمد العسقلاني وفقيه مصر محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وأحمد بن سيار كان إمام الحديث في عصره من أوعية العلم مع الزهد والنبالة والعبادة وثقه الدارقطني.

582- 34/9

العجلي

الإمام الحافظ القدوة أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي نزيل طرابلس المغرب.

سمع والده وحسين بن علي الجعفي وشبابة ومحمد بن يوسف الفريابي ويعلى بن عبيد وطبقتهم. حدث عنه ولده صالح بمصنفه في الجرح والتعديل وهو كتاب مفيد يدل على سعة حفظه. ذكره عباس الدوري فقال: كنا نعده مثل أحمد ويحيى بن معين. قلت: وحدث عنه سعيد بن عثمان وعثمان بن حديد الألبيري وسعيد بن إسحاق ومسند الأندلس محمد بن فطيس الغافقي. ومن كلامه رحمه الله قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، ومن آمن برجعة علي فهو كافر. وقيل إنه فر إلى المغرب أيام محنة القرآن وسكنها للتفرد والتعبد. مولده سنة اثنتين وثمانين ومائة. ومات بطرابلس سنة إحدى وستين ومائتين. ما علمت وقع لنا من حديثه شيء وما أظنه روى شيئا سوى حكايات.

583- 35/9د

عيسى بن شاذان

البصري القطان أحد الحفاظ.

حدث عن عبد الله بن رجاء وأبي عمر الحوضي وطبقتهما. وعنه أبو داود وأبو عروبة وعلي بن عبد الله بن مبشر وابن أبي داود وآخرون. قال أبو عبيد سمعت أبا داود يقول ما رأيت أحفظ من النفيلي قلت: ولا عيسى بن شاذان؟ قال: ولا عيسى بن شاذان.

قرأت على أحمد بن تاج الأمناء عن عبد المعز الهروي أنا زاهر الشحامي أنا أبو سعيد الكنجرودي أنا محمد بن محمد الحافظ نا أبو عروبة الحراني نا عيسى بن شاذان نا إبراهيم بن أبي سويد نا حماد بن سلمة أنا يونس وحبيب وهشام عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله : " الإيمان يمان، والفقه يمان والحكمة يمانية". بقي إلى بعد الأربعين ومائتين رحمه الله.

584- 36/9

عمار بن رجاء

الحافظ الإمام أبو ياسر التغلبي الإسترابادي صاحب المسند.

سمع يزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي والحسين الجعفي وزيد بن الحباب ويحيى بن آدم والخريبي وطبقتهم، صنف وجمع وطال عمره. روى عنه أبو نعيم بن عدي وأحمد بن محمد بن مطرف خاتمة أصحابه ومحمد بن حسين الأديب وبندار بن إبراهيم القاضي وجعفر بن شهزيل وخلق. قال أبو سعد الإدريسي: كان فاضلا دينا كثير العبادة والزهد وقبره يزار. مات سنة سبع وستين ومائتين بجرجان.

585- 37/9

الوزدولي

الحافظ الصدوق أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن موسى الجرجاني العصار صاحب المسند.

رحل وسمع من عبيد الله بن موسى ومسلم بن إبراهيم وآدم بن أبي إياس وجماعة. وعنه وعبد الرحمن ابن عبد المؤمن وإبراهيم بن موسى الجرجانيان ومحمد بن جعفر البصري وآخرون وكان ثقة. توفي سنة خمس وتسعين ومائتين. يعسر على تخريج شيء من رواياته.

586- 38/9خ ق

الرخامي

الحافظ الثبت أبو العباس الفضل بن يعقوب البغدادي.

سمع حجاجا الأعور ومحمد بن يوسف الفريابي وإدريس بن يحيى وأسد السنة وزيد بن يحيى الدمشقي ويحيى بن السكن وطبقتهم. وعنه البخاري وابن ماجه وابن صاعد وابن المحاملي وابن خزيمة وابن مخلد وخلق. قال الدارقطني: ثقة حافظ. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وكان ثقة. قلت: مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

أخبرنا المسلم بن محمد والمؤمل البالسي كتابة قالا أنا أبو اليمن الكندي أنا أبو منصور الشيباني أنا أبو بكر الخطيب أنا عبد الواحد بن محمد أن محمد بن مخلد نا الفضل بن يعقوب نا يحيى بن السكن نا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: قال رسول الله "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء" يحيى بن السكن فيه لين".

أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا أبو الفرج الكاتب أنا أبو القاسم الحاسب أنا ابن النقور نا عيسى بن علي قال: قرأ على إسماعيل بن العباس الوراق وأنا أسمع حدثكم الفضل بن يعقوب نا يحيى بن السكن نا شعبة عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس عن النبي قال: "أعظم سورة في القرآن البقرة وأعظم آية فيها آية الكرسي".

587- 39/9 ع

البحراني

الحافظ الثقة أبو عبد الله محمد بن معمر بن ربعي القيسي البصري.

حدث عن أبي أسامة وحرمي بن عمارة وروح بن عبادة وطبقتهم. وعنه الستة وابن أبي عاصم وأبو بكر بن أبي داود وابن خزيمة وخلق. توفي سنة ست وخمسين ومائتين وقد عاش بعده عامين البحراني الكبير الذي تقدم واسمه العباس.

588- 40/9

حاشد بن إسماعيل بن عيسى

البخاري الغزال الحافظ محدث الشاش أحد أئمة الأثر.

سمع عبيد الله بن موسى ووهب بن جرير ومكي بن إبراهيم وطبقتهم. وله رحلة واسعة. حدث عنه محمد بن يوسف الفربري وبكر بن منير ومحمد بن إسحاق السمرقندي وأحمد بن محمد بن آدم الشاشي وآخرون. ولم يلحقه الهيثم بن كليب. مات سنة إحدى وستين ومائتين وقيل سنة اثنتين وستين رحمه الله.

قال غنجار في تاريخ بخارى: حدثنا سهل بن عثمان السلمي سمعت علي بن منصور سمعت أبا حامد بن عيسى المحلوق سمعت العباس بن سورة سمعت أبا جعفر المسندي يقول: حفاظنا ثلاثة، محمد بن إسماعيل وحاشد بن إسماعيل ويحيى بن سهل. قلت: ابن سهيل رحل وسمع من أبي عاصم النبيل ونحوه ولكن لم يشتهر ولا وقعت بترجمته كما ينبغي.

589- 41/9 ق

الرمادي

الحافظ الحجة أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار بن معارك البغدادي الرمادي.

يقع لنا حديثه كثيرا. سمع يزيد بن هارون وأبا داود وزيد بن الحباب وأبا النضر وعبد الرزاق وطبقتهم. صنف المسند وكان ذا حفظ ومعرفة. حدث عنه ابن ماجه وإسماعيل القاضي والمحاملي وعبد الرحمن ابن أبي حاتم وأبو عوانة وإسماعيل الصفار وآخرون. وثقه أبو حاتم، وقال ابن أورمة الأصبهاني: لو أن رجلا قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وقال الآخر ثنا الرمادي لكانا سواء. قلت: عاش الرمادي ثلاثا وثمانين سنة ومات في ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين.

وفيها مات مسند بغداد سعدان بن نصر المخرمي، ومسند الموصل علي بن حرب الطائي، والمحدث عبد الله بن أيوب المخرمي، وشيخ الصوفية أبو حفص النيسابوري، وفقيه المغرب محمد بن سحنون المالكي.

590- 42/9 م د س ق

أحمد بن يوسف بن خالد

الإمام الحافظ محدث نيسابور أبو الحسن السلمي النيسابوري حمدان.

سمع حفص بن عبيد الله وأبا النضر ومحمد بن عبيد الطنافسي وعبد الرزاق وجماعة بالكوفة والبصرة والحجاز واليمن والشام والجزيرة. حدث عنه "م د س ق" وابن خزيمة وأبو حامد بن الشرقي وأبو حامد بن بلال ومحمد بن الحسين القطان وخلق. وكان يقول: كتبت عن عبيد الله بن موسى ثلاثين ألف حديث. قلت: متفق على عدالته وجلالته. عاش اثنتين وثمانين سنة. توفي سنة أربع وستين ومائتين رحمه الله تعالى.

أخبرنا عبد الله بن مروان الفقيه أنا أبو القاسم بن رواحة أنا أبو طاهر الحافظ أنا أبو عبيد الله الثقفي إجازة إن لم يكن سماعا نا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش إملاء أنا محمد بن الحسين القطان نا أحمد بن يوسف السلمي نا طلق بن غنام نا إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله إذا خرج من الغائط قال: "غفرانك".

أخبرنا نصر الله بن محمد أنا عبد الوهاب بن ظافر أنا أحمد بن محمد أنا أبو عبيد الله الثقفي أنا محمد بن محمد بن محمش أنا محمد بن الحسين نا أحمد بن يوسف نا محمد بن المبارك نا الهيثم بن حميد عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن عنبسة عن أبي سفيان عن أم حبيبة سمعت رسول الله يقول: "من مس فرجه فليتوضأ". 6

591- 43/9

سمويه

الحافظ المتقن الطواف أبو بشر إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي الأصبهاني.

سمع الحسين بن حفص وبكر بن بكار وأبا نعيم وأبا مسهر الغساني وسعيد بن أبي مريم وعلي بن عياش وطبقتهم. روى عنه محمد بن أحمد بن يزيد وأبو بكر بن أبي داود وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس وآخرون. قال أبو الشيخ: كان حافظا متقنا يذاكر بالحديث وقال أبو نعيم الحافظ: كان من الحفاظ والفقهاء. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. قلت: من تأمل فوائده المروية علم اعتناءه بهذا الشأن. توفي سنة سبع وستين ومائتين.

وفيها مات إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي ومسند مصر بحر بن نصر الخولاني والمسند عباس بن عبد الله الترقفي والمسند محمد بن عزيز الأيلي ويونس بن حبيب الأصبهاني صاحب الطيالسي ويحيى بن محمد بن يحيى الذهلي المحدث الشهيد.

أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن مسعود الجمال وأبي المكارم التيمي قالا أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبد الله نا سعيد بن أبي مريم نا يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن عياض بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال: "لكل قرن من أمتي سابقون"، حديث غريب جدا وإسناده صالح.

592- 44/9د س

أبو حاتم الرازي

الإمام الحافظ الكبير محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أحد الأعلام. ولد سنة خمس وتسعين ومائة وقال: كتبت الحديث سنة تسع ومائتين قلت: رحل وهو أمرد فسمع عبيد الله بن موسى ومحمد بن عبد الله الأنصاري والأصمعي وأبا نعيم وهوذة بن خليفة وعفان وأبا مسهر وأمما سواهم. وبقي في الرحلة زمانا فقال: أول ما رحلت أقمت سبع سنين ومشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ ثم تركت العدد وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا ثم إلى الرملة ماشيا ثم إلى طرسوس ولي عشرون سنة. قلت: لحق عبيد الله قبل موته بشهرين، قال: وكتبت عن النفيلي نحو أربعة عشر ألفا، وسمع مني محمد بن مصفى أحاديث قلت: وحدث عنه يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عوف الطائي وأبو داود والنسائي وأبو عوانة الإسفرائني وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم وعبد الرحمن ابن حمدان الجلاب وعبد المؤمن ابن خلف النسفي وخلق كثير.

قال موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي: ما رأيت أحفظ من أبي حاتم. وقال أحمد بن سلمة الحافظ: ما رأيت بعد محمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم وقال النسائي: ثقة وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب علي حديثا صحيحا فله درهم. وكان ثم خلق أبو زرعة فمن دونه وإنما كان مرادي أن يلقي علي ما لم أسمع به لأذهب إلى راويه فأسمعه فلم يتهيأ لأحد أن يغرب علي وسمعت أبي يقول: قدم محمد بن يحيى الري فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثا من حديث الزهري فلم يعرف منها إلا ثلاثة أحاديث. وقال بقيت بالبصرة سنة أربع عشرة فبعت ثيابي حتى نفدت وجعت يومين فأعلمت رفيقي فقال: معي دينار، فأعطاني نصفه، وطلعنا مرة من البحر وقد فرغ زادنا فمشينا ثلاثة أيام لا نأكل شيئا فألفينا بأنفسنا وفينا شيخ فسقط مغشيا عليه فجئنا نحركه وهو لا يعقل فتركناه ومشينا فرسخا فسقطت مغشيا علي، ومضى صاحبي فرأى على بعد سفينة فنزلوا الساحل فلوح بثوبه فجاءوه فسقوه فقال: أدركوا رفيقين لي فما شعرت إلا برجل يرش على وجهي ثم سقاني ثم أتوا بالشيخ فبقينا أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا.

أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل سنة اثنتين وتسعين وستمائة أنا محمد بن خلف الفقيه سنة ست عشرة وستمائة أنا أبو طاهر الحافظ أنا محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أحمد الشوذرخاني قالا: أنا علي بن محمد الفرضي سنة ثلاث عشرة وأربع مائة أنا أبو عمرو وأحمد بن محمد بن حكيم نا أبو حاتم الرازي نا الأنصاري حدثني حميد عن أنس بن مالك قال افتتح أبو بكر البقرة في يوم عيد فطر أو أضحى فقلت: يقرأ عشر آيات فلما جاوز العشر قلنا يقرأ مائة حتى قرأها فرأيت أشياخ أصحاب محمد يميلون. توفي أبو حاتم في شعبان سنة سبع وسبعين وله اثنتان وثمانون سنة.

وفيها مات مسند بغداد محمد بن الجهم السمري ومحدث الكوفة محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي صاحب المسند.

593- 45/9د س

ابن البرقي

الحافظ العالم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد الزهري مولاهم المصري صاحب كتاب "الضعفاء".

سمع عمرو بن أبي سلمة التنيسي وأسد بن موسى وعبد الملك بن هشام ومحمد بن يوسف الفريابي وأبا عبد الرحمن المقري وطبقتهم. وأخذ هذا الشأن عن يحيى بن معين وغيره. حدث عنه أبو داود والنسائي ومحمد بن المعافي وعمر بن البجير وطائفة، قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن يونس: ثقة. حدث بالمغازي وقال: إنما عرف بالبرقي لأنهم كانوا يتجرون إلى برقة. مات سنة تسع وأربعين ومائتين.

أخبرنا محمد بن عبد السلام عن عبد المعز بن محمد أنا تميم بن أبي سعيد وزاهر بن طاهر قالا أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان أنا عبد الله بن محمد بن سيار نا محمد بن عبد الرحيم البرقي نا أبو حفص نا أبو معبد عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر وعن عطاء عن ابن عباس أنهما كان يقولان عن رسول الله قال: "من اشترى بيعا فوجب له فهو بالخيار ما لم يفارقه صاحبه أن شاء أخذه فإذا فارقه فلا خيار له".


تذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي
مقدمة | الطبقات: الأولى | الثانية | الثالثة | الرابعة | الخامسة | السادسة | السابعة | الثامنة | التاسعة | العاشرة | الحادية عشرة | الثانية عشرة | الثالثة عشرة | الرابعة عشرة | الخامسة عشرة | السادسة عشرة | السابعة عشرة | الثامنة عشرة | التاسعة عشرة | العشرون | الحادية والعشرون | شيوخ صاحب التذكرة